الاثنين، 9 مايو 2011

أحداث إمبابة… دروس وعبر... محمد عريضة

تعددت التفسيرات فى احداث السبت الماضى فى إمبابة، وبغض النظر عن تفاصيل الأحداث فهناك بعض الدروس التى يجب أن نستفيد منها ونعيها:

* كشفت الاحداث أن هناك جهدا كبيرا مطلوبا من كل القوى لتوعية المجتمع على كيفية التعامل مع الشائعات أو حتى الحقائق التى تتقاطع مع أمن الوطن.

* مطلوب -وبكثافة- دور للأزهر الشريف (والذى قد بدأ بالفعل) لجمع الوان الطيف الاسلامي (أنصار سنة- سلقيين- اخوان- صوفية-  …..) وتوحيد الخطاب وترتيب الأولويات التى توافق المرحلة التي يمر بها الوطن الآن.

* مطلوب أيضا من رجال الكنيسة والمثقفين المسيحين الشرفاء الذين يدركون قيمة الوطن وخطورة مايحدث أن يقوموا بواجبهم الوطني والتعامل بمسؤولية مع هذه الأحداث، ولنتذكر جميعا أننا أثناء الثورة وفى غياب الشرطة تماما لم تمس كنيسة واحدة بأذى ولم يرمى حجر واحد عليها، وبالتالي فما يحدث الآن يجب وضعه فى حجمه ولا نضخمه ونعلم أن هناك من يريد أن يظل التوتر بين شركاء الوطن، ويجب أن نسعى جميعا لإرساء دولة القانون ومعاقبة كل من يثبت إدانته دون تمييز أو مجاملة.

* يجب التوقف الفوري عن بدعة محاصرة الكنائس والتظاهر أمام دور العبادة، والتوقف عن استغلال دور العبادة فى العمل السياسي. فجو الحرية الآن يجعلنا نتعامل برشد فى هذا الأمر وندع دور العبادة للعبادة فقط ونعبر عن رأينا بالتظاهر فى أماكن أخرى كالميادين العامة وغيرها.

* يجب تشكيل مجلس للأعيان فى كل منطقة وحى وقرية (ويجب أن يكون للإخوان دور كبير فى هذا) بحيث يتم حصار وتحديد مثيري الشغب والخارجين عن الخط الوطني الحالي، ويتم لفظهم شعبيا ومعاقبتهم أمنيا، ويقوم هذا المجلس بدور مستمر ومكثف فى توعية الناس.

* يجب تطبيق القانون بحسم وحزم وصرامة على كل من يثبت عليه جريمة ما وخصوصا التى تهدد أمن الوطن.

* لاننسى أن أكبر إنجاز تحقق للثورة ليس هو إزاحة مبارك (على عظم هذا الهدف) ولكن أكبر هدف تحقق هو استقلالية القرار المصري، وانتهاء عصر التبعية والانبطاح لأمريكا وإسرائيل. فهل ستقف امريكا وإسرائيل تتفرج علينا وتتندم على مافات من عز أيام النظام السابق؟ ام ستبحث بكل السبل عن إشغال المصريين بأنفسهم وإشعال نيران الفتن الداخلية (طائفية - فئوية - كروية ….) حتى يظل المصريين ملهيين بإخمادها ويشغلهم هذا عن مشروعهم العظيم لبناء مصر دولة ديمقراطية متقدمة فى المنطقة.

* ولهذا لا أستبعد الأيدي الخارجية فى أن يكون لها دور مشبوه فى تحريك الاحداث وتأجيجها، وخصوصا بعد النجاحات الملموسة التى بدأت تتحقق للثورة (الملف الفلسطينى مثلا). ولكن يجب أن نكون أقوى من أن يعبث بنا عابث، فوحدتنا وقوة صفنا هو الصخرة التى ستتحطم عليها كل المخططات الخارجية والداخلية إن شاء الله.

        "ويمكرون ويمكر الله، والله خير الماكرين"

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق