السبت، 21 مايو 2011

مواطنون رائعون …. عمرو حمزاوي


 يوم الأربعاء الماضى استوقفنى فى القاهرة الفاطمية (شارع المعز) مواطن فى الخمسينيات من عمره وروى لى أنه كان يصلى العصر جماعة فى أحد المساجد القريبة وأن ما إن انتهت الصلاة حتى نشب خلاف بين المصلين ومن أمَّهم فى الصلاة. سبب الخلاف كان شروع مَن أمَّ فى ذم المسيحية والمسيحيين والانتقاص من عقيدتهم، وهو ما دفع صاحبنا ومعه عدد من المصلين إلى مقاطعته ومطالبته بالحديث عن الإسلام فقط وترك عقائد الآخرين وشأنها وهددوه بعدم السماح له بالتواجد فى المسجد إن هو لم يمتنع عن «الكلام الطائفى». مثل هذا الوعى الراقى الملتزم بقيم المدنية والمواطنة الحقة إن انتشر واشتد عوده على امتداد مصر هو السبيل الحقيقى لاحتواء التوترات الطائفية ومواجهة خطابات التحريض على العنف ضد الآخر الدينى.
فى دمنهور، وعلى هامش محاضرة فى مكتبة دمنهور العامة، تواصلت مع مجموعة من شباب محافظة البحيرة من الجنسين كوَّنوا بجهودهم الذاتية مركزا لتشغيل الشباب الجامعى وحملة الدبلومات الفنية والاستفادة منهم فى العمل الأهلى والخيرى إلى حين توفير فرص العمل الملائمة. هنا أيضا نحن أمام مبادرة واعية لمواطنين يوظفون طاقة الشباب للبناء ويعملون على تحسين ظروفهم المعيشية ويحولون بذلك دون اتساع مساحة الاحتجاجات الاجتماعية.


فى القاهرة والإسكندرية، تبنت مجموعة من الشباب وخبراء اقتصاديين وشخصيات عامة مبادرة لإسقاط ديون مصر من خلال حملة منظمة فى العواصم الغربية تستهدف صناع القرار التشريعى والتنفيذى لإقناعهم بضرورة إسقاط الديون.المجموعة هذه، المبادرة الشعبية لإسقاط ديون مصر، باشرت عملها بالفعل وتنظم الآن وبالتنسيق مع الجهات الحكومية زيارات لبريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية. وربما تمكن وفد المبادرة أيضا من التنسيق مع مجموعات المصريين فى الغرب للضغط إعلاميا وسياسيا بذات الاتجاه.

من يتابع مثل هذه المبادرات، وغيرها الكثير من البرامج والأفكار، يشعر بالطاقة الإيجابية التى ولدتها الثورة ويؤمل خيرا فى مستقبل مصر رغم تحديات المرحلة الراهنة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق