الجمعة، 3 يونيو 2011

حوار د/ عبد المنعم أبو الفتوح مع موقع الجماعه الاسلامية



د/ عبد المنعم أبو الفتوح من الشخصيات التي حفرت لنفسها مكانا ً بارزا في صفوف الحركة الإسلامية منذ شبابه وحتى الآن. فقد انتمى لجيل السبعينات العظيم الذي استطاع أن يعيد لمصر وجهها الإسلامي المشرق.. وأن يعيد وضع الحركة الإسلامية على القضبان من جديد بعد سنوات القهر والتعذيب في فترة حكم عبد الناصر.


وقد لعب د/ عبد المنعم أبو الفتوح دورا ً بارزا ً في إحياء جماعة الإخوان المسلمين.. وذلك بمساعدة جيل من الشباب الناهض الذي قرر حينها أن ينضم للجماعة التي كانت خارجة على التو من محنة شديدة قاسية أثرت عليها وعلى مخزون الشباب فيها ..والذي يمثل عنصر الحركة والدفع لأي حركة أو جماعة .
وقد تعرف الشعب المصري على د/ أبو الفتوح في فترة شبابه عندما وقف معارضا ً للرئيس الراحل السادات .. وفقد السادات حينها أعصابه .. وظل الشاب "آنذاك" عبد المنعم أبو الفتوح صامدا ً لم يهتز .. رغم حالة الهياج التي انتابت السادات .
ورحل السادات ومضى د/ أبو الفتوح في مساره مقاتلا ً عنيدا ً .. معبراً عن آرائه دون خوف أو التفاف.. مما كلفه حريته في أوقات كثيرة وحوكم أمام المحاكمات العسكرية وتعرض للاعتقال عدة مرات.
ويبدو أن عشق د/ أبو الفتوح للتحدي قد دفعه لإعلانه الترشح لانتخابات الرئاسة القادمة.

فما الذي دفعه لخوض الانتخابات؟
وما هو البرنامج الذي سيخوض على أساسه الانتخابات؟
وماذا سيصنع أمام المعارضة الإخوانية المتوقعة لترشحه؟

إلى غير ذلك من التساؤلات التي يجيب عنها د/ عبد المنعم أبو الفتوح المرشح لرئاسة الجمهورية في الجزء الأول من حوارنا معه:

لماذا قررت خوض الانتخابات الرئاسية؟
بعد الثورة المباركة التي أرجعت للشعب المصري حقه الأصيل في اختيار مرشحيه.. وبعد الثورة المباركة نظرت للمرشحين فوجدت أنهم يفتقدون لركنين أساسيين لازمين للحالة المصرية .. وهما:
1- استقلالية القرار الوطني.. بحيث يكون معبرا ً عن الخصوصية المصرية ومصالحها العليا.
والركن الثاني أن يكون متصالحا ً مع الدين.. لأن الشعب المصري بمسلميه ومسيحيه شعب متدين يقدس خالقه ومولاه منذ أزمان سحيقة.. إلى أن استقر الإسلام في مصر وأصبح معبراً عن الأغلبية المصرية.
وعندما وجدت أن الركنين مفتقدين .. وجدت أن واجبا ً علينا كإسلاميين أن نتقدم بغض النظر عن الانتماء الفكري .

هل لو ترشح د/ سليم العوا كما قيل للرئاسة ستستمر.. أم تنسحب من السباق؟
أدعو الله أن يوفقنا جميعا لخدمة وطننا فالعبرة ليست في الأسماء.. بقدر ما هي المعايير التي يجب أن تتوفر في هؤلاء الأشخاص .

ما هى ملامح البرنامج الذي على أساسه ستخوض انتخابات الرئاسة؟
برنامجي يقوم على أربع أركان.. يعده نخبة من أهل الاختصاص والدراية:
الركن الأول: تعميق الحريات التي غابت عن مصر ستين عاما ً.. والحريات ليست شعارا ً يقال وفقط .. بل هي مضامين يجب أن نلتزم بها.. فهناك حق الناس في الانتخابات.. وحقهم في إنشاء التنظيمات الأهلية.. كذلك حقهم في التعبير عن آرائهم وامتلاك أدوات التعبير عن الرأي.
فكل هذه وسائل تعمق مفهوم الحريات في المجتمع المصري.

وما هي رؤيتك لحرية الاعتقاد؟
حرية الاعتقاد من القضايا الهامة التي أوليها اهتمامي.. والحاكم عليه أن يحمى حرية الاعتقاد.. انطلاقا ً من قول الكبير المتعالي:   " فَمَن شَاء فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاء فَلْيَكْفُرْ "   وضمان حرية الاعتقاد يؤدى إلى تعميق مبدأ "المواطنة" الذي هو أساس الحقوق والواجبات .
وماذا عن الركن الثاني من أركان البرنامج الانتخابي؟
الركن الثاني: يتعلق باستقلالية القضاء .. ومن هنا فأنا أطالب بأهمية وجود كادر خاص للقضاة يكفيهم مؤنة العيش الكريم.. ويغنيهم عن الانتداب للمؤسسات الحكومية الأخرى.. أو الذهاب للعمل في دول الخليج؟
فلن تكون هناك دولة عادلة بدون قضاء قوى وعادل.. ولن يتحقق القضاء العادل القوى بدون استقلالية حقيقية .. والتي لن تتحقق إلا بتشريعات وقوانين تكفل وتحقق هذا الاستقلال.. وهذا المطلب أحد المطالب التي ينادى بها القضاة من زمن طويل.


وما هي مكانة التعليم والبحث العلمي فى برنامجكم؟
الاهتمام بالتعليم والبحث العلمي هو الركن الثالث من أركان البرنامج الانتخابي. فنهوض الأمة وتقدمها لن يحدث إلا بتعليم جيد وبحث علمي جاد. ومن جهة أخرى فإن البحث العلمي الجاد لن يتحقق إلا في ظل جو من الحرية والعدالة. وقد رأينا كيف أن النظام البوليسي السابق دمر التعليم وقضى على البحث العلمي الجاد.. نتيجة غياب الحريات وفساد المناخ العام في البلاد .
هل تعتقد أن المجتمع المصري بحاجة إلى عملية تنمية شاملة تشمل جميع مناحي حياته؟
بالتأكيد.. ولذا ضمنت برنامجي رؤية مستفيضة عن التنمية الشاملة ..وجعلتها الركن الرابع من أركان برنامجي الانتخابي. وكذلك رؤية عن تطوير الاستثمار الأجنبي والعربي منه على وجه الخصوص. فالمستثمرون العرب يتوقون إلى زيادة الاستثمارات في مصر.. بدلا ً من إرسال أموالهم إلى أوروبا وأمريكا.. وكان العائق أمامهم الفساد وعدم احترام القانون .
ففي سياق التنمية الطبيعية تستطيع مصر استيعاب كمية استثمارات كبيرة في مجال الصناعة والزراعة والبحث العلمي والتعليم .. الخ.. مما يسهم في نقلة حضارية للمجتمع المصري.
فمن غير المعقول أن مصر بإمكانياتها الضخمة يعيش حوالي 40 % من سكانها تحت خط الفقر.. وفى رواية 50% .

هل تعتقد أن خوض الانتخابات الرئاسية في هذه المرحلة الحساسة سيضيف شيئا ً لصالح المشروع الإسلامي؟
أنا أظن أن المشروع الإسلامي مشروع عطاء وبذل.. وليس مشروع أخذ.. وبالتالي فعندما يتعرض الوطن لنكسة كالتي يمر الآن نتيجة عقود طويلة من القهر والفساد والإفقار المتعمد للشعب.. فلابد وأن يكون الإسلاميون في المقدمة.
لذا فإنني أحزن عندما أجد بعض الإسلاميين يقولون هذه مرحلة صعبة وقاسية.. لذا يجب علينا ألا نتقدم حتى تتحسن الأجواء وتحل المشاكل .. وكأننا مجموعة من الانتهازيين الذين ينتظرون حتى تصبح الصورة وردية.. ثم نتقدم هل هذا يصح ؟!
فأهم ما يميز المشروع الإسلامي منذ بدايته أنه مشروع عطاء. لذا عندما يكون الوطن في حالة كلل أو تعب .. فيجب على الإسلاميين أن يتقدموا من أجل حمل المسئولية والعطاء.. وليس من أجل الأخذ.

ولكن البعض يتخوف من فشل الإسلاميين في حل الإشكاليات القائمة.. فيصاب المشروع الإسلامي نفسه بالفشل ؟
هذا التخوف ليس له أساس موضوعي.. لأنه إذا تخوف الإسلاميون وأحجموا عن التقدم وهم بهذا الزخم الهائل والحجم الكبير.. فمن يتقدم إذن ؟!
وعلى الإسلاميين ألا يعيشوا أسرى لتجربة الجزائر أو تجربة حماس في فلسطين.. وعليهم أن يخرجوا من السجون والمعتقلات المعنوية التي مازالوا فيها للأسف الشديد !
فالإسلاميون بجميع فصائلهم شاركوا في صنع الثورة المصرية ونجاحها .. وجميع أبناء الوطن الشرفاء يذكرون لهم هذا الصنيع ويحفظون هذا الجميل.
ومن هنا فالإسلاميون معنيون قبل غيرهم بعدم السماح بعودة الأوضاع إلى الخلف مرة أخرى.. وهذا لن يكون إلا بمزيد من العطاء والتضحية والصمود.. فعليهم أن يستعينوا بالله تعالى ويتيقنون من أنهم سينجحون بإذنه سبحانه وتعالى .

إضافة إلى ثقتك بالله تعالى.. ما الذي يجعلك متيقن من النجاح بهذه الصورة ؟
لأن المشروع الوطنى في مجمله مشروع معبر عن الأمة المصرية وهويتها الحضارية التى أساسها الحضارة الإسلامية.. فمصر تعيش في ظل الإسلام منذ أربعة عشر قرنا . أما عن الوضع الدولي الرافض.. فهذه كلها تخوفات لا محل لها من الإعراب فيما يخص مصر.
فالوضع الدولي سيحترم أي نظام مصري يختاره الشعب المصري.. لأنه يعرف أن الشعب نفسه هو الذي يحمى هذا النظام المنتخب .

ولكن الوضع الدولي هو الذي حارب نماذج منتخبة لا لشيء إلا لكونها إسلامية .هذا حدث في الماضي قبل ثورة 25 يناير والتي غيرت الكثير من المعادلات والمفاهيم.
فقبل الثورة كان رأى انسحاب الإسلاميين من تشكيل أي حكومة رأى مستساغ .. لأن الأنظمة المستبدة التي كانت موجودة في بلادنا كانت هي الآلة التي يستخدمها النظام الدولي لضرب الإسلاميين وإفشال أي مشروع لهم .
أما الآن فالنظام الدولي ليس أمامه خيار في التعامل مع الحالة الشعبية إلا وفق اختياراتها.. فلن يحكم مصر إلا الشعب المصري وفق خياراته.
ونحن من جانبنا لا نريد شيئا ً من الآخرين.. ولكننا نريد منهم أن يحترموا حقنا في ممارسة حريتنا.
ومن سيحاول النيل من حرية المصريين سيخرج له الشعب كما خرج في 25يناير والذي قال حينها عندما رأى النظام المصري بكل جبروته يخر صريعا ً .
لو كنا نعلم الغيب ما لبثنا في العذاب المهين.. فقد رأى هشاشة النظام السابق وكيف أنه كان نمرا ً من ورق .

وكيف تقيم أداء المؤسسة العسكرية منذ اندلاع الثورة حتى الآن؟
الجيش المصري عبارة عن مقطع عرضي من الشعب المصري بجميع مكوناته وأطيافه.. فهو ليس كالجيش التركي الذي قامت عقيدته القتالية على حماية العلمانية .
ولكن الجيش المصري مؤسسة وطنية بني مواقفه منذ بداية الثورة على حماية الشعب المصري.. ورغم أنه لا يتدخل في السياسة.. إلا أنه اضطر للتدخل وإدارة شئون البلاد في المرحلة الانتقالية.. والجيش المصرى لا يعمل ولا يتدخل فى السياسة لان لديه مهمه عظيمة تسمو على المهام السياسية.. ألا وهى مهمة حماية البلاد.
إن جيشنا يفخر بهذا الدور ويرضى به ويعتز على الدوام أنه يحمى مصر .

ألا تخشى من تكرار التجربة الجزائرية في مصر حين انقلبت النخب العلمانية على نتيجة الانتخابات التي أتت بالإسلاميين ؟
الوضع في مصر مختلف عنه في الجزائر.. فقد جرت الانتخابات هناك في ظل نظام استبدادي شمولي.. على عكس الانتخابات التي ستجرى في مصر بإذن الله.. فإنها ستجرى في ظل حماية شعبية مستمدة من ثورة 25 يناير.
وعلى الجانب الآخر فإن على الإسلاميين أن يوقنوا أنهم لن يأتوا رغم إرادة الشعب المصري.
فالإرادة الشعبية هي الفيصل والحكم في وصل هذا الفصيل أو ذاك إلى الحكم .

وكيف ترى شكل الحكم في مرحلة ما بعد الانتخابات ؟
أرى أنه لن يستطيع فصيل بمفرده القيام بأعباء التحديات المفروضة علينا جميعا ً في هذه المرحلة الحساسة والهامة.
لذا فأنا أرى أن الحكومة الائتلافية هي أنسب الأشكال للحكومة القادمة.. حتى ولو فاز فصيل بالأغلبية فيجب عليه أن يشرك بقية القوى السياسية معه في الحكم .. حتى نتعاضد جميعا ً لبناء مصر وحماية مكتسبات الثورة المصرية.

ألا تخشى مواجهة فرسى رهان السباق الرئاسي عمرو موسى والبرادعى ؟
يجب علينا كإسلاميين .. كما هو واجب على الجميع أن يخوض الانتخابات بشرف ونزاهة .. وأن نقبل بنتيجتها أيا كانت .. طالما أنها تعبر عن الإرادة الشعبية بكل نزاهة وحيادية.
لذا فأنا لا أخشى من مواجهة أحد.. لأنني تقدمت خدمةً لوطنى وليس لشيء آخر.. فإذا أراد الله لي التوفيق فبها ونعمت .. وإن أراد الله أمرا ً آخر فسأكون راضيا ً كل الرضي بإذن الله .

نحن أمام مشهد مرتبك بعد الاستفتاء الأخير.. فالتيار الإسلامي يدعو لاحترام نتائج الاستفتاء والتسريع بالمرحلة الانتقالية.. والتيارات الأخرى تدعو للالتفاف على نتائج الاستفتاء.. كيف تفسر ذلك ؟
هناك "بعض" الأصوات ضد الخيار الديمقراطي.. وهى موجودة في كل تيار حتى داخل التيار الإسلامي نفسه. ومن هنا فبالرغم من وجود بعض الأصوات الخارجة عن نص الإرادة الوطنية.. إلا أن مجمل أداء التيارات السياسية أراه متوافقاً مع الخيار الديمقراطي .
البعض يقول إن د/ أبو الفتوح يراهن على حصد أصوات الإسلاميين ؟
إننى أراهن ليس فقط على حصد أصوات "الاسلاميين".. بل كل "المصريين" إن شاء الله. فأنا أخوض الانتخابات لأمثل شعبا ً ذا حضارة عريضة عنوانها "الحضارة الإسلامية" التي يعتز بها المسلم والمسيحي في مصر.. وشارك الطرفان في بنائها جنبا ً إلى جنب.
لذا فأنا أراهن على أصوات المصريين.. وبالطبع فإن من أعزها وفى القلب منها أصوات "الحركة الإسلامية" التي هي جزء من مكونات الشعب المصري الأصيل .

كيف ستواجه المعارضة الإخوانية المتوقعة لترشحك ؟
أنا لست مرشح جماعة الإخوان في انتخابات الرئاسة .. بل إذا أراد الإخوان ترشيحي كممثل لهم في انتخابات الرئاسة سأرفض!
لأنني أرى أن جماعة الإخوان وغيرها من التجمعات الدعوية الأخرى يجب أن يظلوا بعيدا ً عن مجال المنافسة السياسية كتنظيم. أما أن يدخل الأفراد في حزب ويمارسون العمل السياسي التنافسي.. فهذا حقهم.
فالحركة الإسلامية يجب أن تكون حركة دعوية تربوية تشكل جماعة ضغط قوية للدفاع عن قيم المجتمع المصري.
والحذر كل الحذر من أن تصبح طرفاً في العملية الحزبية.. لأن هذا سيضيع الدعوة الإسلامية.. وهذا ما حذرت منه منذ حوالي أربع سنوات من وجوب فصل الحزبي عن الدعوى .

ولكن إذا ما تركت الحركة الإسلامية السياسة كعمل تنافسي.. فما هي مهمتها في المجتمع ؟
الحركة الإسلامية بجميع مكوناتها من إخوان وجماعة إسلامية وسلفيين أمامهم مهمة من أنبل وأشرف المهام.. ألا وهى مهمة "الدعوة إلى الله تعالى" .
وهذه المهمة أسمى من مهمة إدارة البلاد التي عليهم أن يتركوها لمن يجيدها من أبناء مصر الوطنيين الشرفاء.. إسلامي أو غيره.. فاختلاط الأوراق خطر على الدعوة الإسلامية.
ومن هنا فإنني أعلنتها بكل وضوح.. أنني لست مرشح الإخوان.. وعليهم هم أن يعلنوا ذلك أيضا ً ..ويؤكدوا عليه .

ولكن البعض يقول إن رفض الإخوان لترشيحكم ما هو إلا مجرد تمثيلية!
الإخوان المسلمون ومعهم كل أبناء الحركة الإسلامية أشرف وأطهر وأنقى من اصطناع التمثيليات.. لأن مهمتهم أعظم وأكبر.. فأمامهم مهمة تربية الأمة ودعوتها وزرع القيم العليا والفضائل في نفوس الشعب.. وهذه المهمة الشريفة يجب أن يقنع بها أبناء الحركة ولا يتركونها من أجل المنافسة على مناصب سياسية .
فمهمة الدعوة هي مهمة الأنبياء والمرسلين.. فما أعظمها من مهمة.. وما أطهرها من رسالة .

كيف تنظر إلى ثنائية "الحزب – الجماعة" التي تتعامل بها الحركة الإسلامية مع مسألة إنشاء الأحزاب .. بحيث ينبثق عن كل جماعة دعوية حزب ممثل لها ؟
لقد قلت من البداية إن هذا خطأ .. فلا يجوز لأي جماعة من الجماعات الإسلامية أن تتحول إلى حزب سياسي.. أو أن تنشأ هي حزبا ً سياسيا ً.
ولكن من الممكن أن ينفصل بعض أبنائها ليشكلوا هم حزبا ً باسمهم من أول يوم يعبر عنهم وعن مبادئهم وأهدافهم وفق القيم السائدة في الحركة الإسلامية.
بحيث لا نرى أحزابا ً فروعا ً من فصائل الحركة الإسلامية.. فهذا حزب الإخوان .. وذاك حزب الجماعة الإسلامية.. وثالث للسلفيين.. وهكذا .
ولكن نرى أحزابا ً مستقلة وفق المرجعية الإسلامية.. كما نرى أحزابا ً يسارية أو ليبرالية .

ولكن ألا ترى أن تعدد الأحزاب ذات المرجعية الإسلامية قد يؤدى إلى تفتت الأصوات وتشتت الناخبين.. مما قد يضعف موقفها في الانتخابات؟
هذا يمكن تلاشيه بصيغة ائتلافية بين هذه الأحزاب ذات المرجعية الإسلامية وقت الانتخابات.. بحيث لا تتفتت الأصوات. وقد كنا ننسق مع التيارات اليسارية والليبرالية.. فما المانع من التنسيق بين أبناء الفكرة الواحدة . ثم في غير أوقات الانتخابات يعبر كل حزب عن رأيه وشخصيته في المسائل والقضايا المطروحة .
هل ترى أن غياب الممارسة السياسية السليمة لأكثر من ستين عاما ً هو الذي أوجد هذه الإشكاليات التي نتحدث عنها اليوم؟
نعم بكل تأكيد.. وأريد أن أذكرك بأن الأستاذ/ حسن البنا رفض أن يكون الأخوان حزبا ً .. أو أن يكون لهم حزب في وقت كان الإخوان قوة هائلة في المجتمع المصري .
وعلى صعيد الأفراد كان لأفراد الإخوان حينها الحق في الانضمام للحزب الذي يرونه .. فكنت ترى آنذاك الإخوانى المنضم لحزب الوفد أو الحزب الوطني "القديم طبعاً بتاع فتحي رضوان" .

وكيف كانت أفكار الإخوانى آنذاك تتسق مع أفكار الوفد أو غيره؟
في نهاية المطاف يجب أن تحكمني مبادئي وأفكاري في أي مكان كنت.. سواء كنت في عملي كطبيب مثلاً .. أو كنت أمارس السياسة.. وعندما أجد أي موقف يختلف مع إسلامي أرفضه وأسعى إلى تصويبه.. فهذا الذي كان سائداً في ذلك الوقت .
بل إن الأستاذ البنا رحمه الله كان عازماً في آخر أيامه على تأييد الحزب الوطني ورئيسه فتحي رضوان .. عندما وجد أن أفكار ذلك الحزب ومبادئه قريبة الصلة والشبه بأفكار الإخوان .

ولماذا لم يتم البناء على أفكار الأستاذ البنا رحمه الله.. فقد كانت أفكارا ً تقدمية بمنظور العصر الذي نحياه ؟
لعل المأساة التي عاشتها الحركة الإسلامية والأمة بأسرها من غياب العدل والحريات كانت السبب الرئيسي وراء التوقف عن البناء على تلك الأفكار العظيمة .. بل والتقدم عليها.
فقد توقفت الحركة الإسلامية عن إنضاج مشروعها السياسي.. ولعل رياح التغيير التي هبت على مصر عقب ثورة 25 يناير تلعب دورا ً في تطوير الأداء السياسي وتنميته .
وإلى اللقاء في الجزء الثاني من الحوار.. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

نقلا عن موقع الجماعة الإسلامية
حاوره وقدم له/ سمير العركى
الأربعاء الموافق
29-6-1432هـ
1-6-2011

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق