الأحد، 24 مارس 2013

من أواخر ماكتبه د/ محمد يسري سلامة ‏رحمه الله... الدعوى والسياسي


أتذكر يوم نطق الناطق باسم لجنة الانتخابات اسم محمد مرسي، صفقت وهللت أنا ومن بالبيت، ربما فرحا في خسارة شفيق أكثر من أي شئ آخر، وهذا شيء لن يتغير، ولن يتغير أبدا رأيي في أمثال شفيق امتداد مبارك.

لكن مع مرور الوقت ثبت أيها الرئيس أنك لا تصلح للرئاسة، وها هي الأيام تمر ولا نرى مجرد بادرة لنهضة حقيقية على طريق التقدم والرقي، أو حتى مجرد إصلاحات على نطاق ضيق.

وإذا تذرعوا بالمؤامرات والدسائس فجزء من هذا صحيح بالطبع، ولكن يجب ألا ينسى الرئيس وجماعته أنهم أحجموا عن بناء شراكة حقيقية مع رفقاء الثورة، لأن هذا سينتقص من حصتهم في السلطة بالتأكيد، فوضعوا المصلحة الضيقة أمام المصلحة العامة الواسعة. وها نحن أنصار الثورة وعشاقها نسير متحسرين على أحلام ضائعة، وكأن بلادنا لا  يراد لها إلا أن تكون هكذا..!


أما الفوضى الحادثة الآأن فهي نتيجة صدمة الانتقال المفاجئ من الحكم المدعوم بالمؤسسة العسكرية والشرطية إلى الحكم المدعوم بالجماعة، وكثيرون لا يشعرون بأن هناك رئاسة اللآن لهذه البلاد أصلا ولا رئيسا.

وكان ينبغي على الإخوان تجنيب البلاد مثل هذه الصدمة المفاجئة والاكتفاء بالوزارات والمقاعد النيابية الغفيرة التي كانت ستضمن لهم كثيرا من المكاسب في المستقبل. ولكن نحن المصريين لا نثق في بعضنا البعض مع كل أسف.

وأنا أقول هذا الكلام وليس لدي أدنى ضغينة تجاه الإخوان، وكيف والذي حفظني القرآن قديما، بل جذبني إلى المسجد أصلا كان إخوانيا؟ فلهم علي منة وفضل.

قلنا مرارا: ابتعدوا بالدعوة عن السياسة، بكل الدعوات عن السياسة، أخرجوا رجالا يقودون الأمة ولكن لا تحرقوا الدعوة بنار السياسة، ولا تجعلوا من الخلاف السياسي خلافا دينيا، لم يستمع أـحد، وها هي النتيجة: فقدان الثقة في الدعوة، وتقديم السياسة على كل شيء.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق