الاثنين، 25 مارس 2013

أمانة العقل والاختيار... محمد عريضة

في خطبة الجمعة السابقة كانت خطبة الإمام -حفظه الله- عن الأمانة... وبدأ خطبته بالآية القرآنية الكريمة:


وقال جملة توقفت عندها، وهى أن مجموع العلماء قالوا أن الأمانة المقصودة في الآية هي -حصرا- أمانة الواجبات والتكاليف الإلهية وهى الطاعة والفرائض التي فرضها الله على عباده...

ولم يتطرق في شرحه طوال الخطبة عن معاني أخرى للآية... رغم أن هناك معنى ومقصود آخر للأمانة كما قال مولانا الشيخ العارف بالله الامام/ الشعراوي -رحمه الله- هى أمانة الاختيار، والتى نتجت عن كون الانسان ميّزه الله عز وجل عن سائر الكائنات بنعمة العقل والتفكير وحرية الاختيار بين البدائل...

وهذه الأمانة -حرية الاختيار- هى التى تميز الانسان عن غيره من المخلوقات، فإذا فقدها الإنسان -طوعا أو قسرا- فقد جزءا من انسانيته إن لم يكن فقد انسانيته كلها...

ولعل هذا هو السبب أن التكاليف الشرعية على العبد تختلف عن التكاليف الشرعية على الحر... فمثلا من شروط الحج هو أن يكون مسلما وحرا، فالمسلم العبد لا يجب عليه الحج، وغيرها من الاحكام...

فلنحافظ على هذه النعمة ولا نسمح لأحد أن يؤمم عقولنا أو أن يفكر لنا، فالله -سبحانه وتعالى- سيحاسبنا نحن على ما نختاره بإرادتنا، ولا نكون مثل الذي قال الله فيهم: "وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلا"...

ولنجعل اختياراتنا دائما لله عز وجل حتى ولو تبين لنا عند الحساب انه كان الاختيار الخاطئ، فسيثيبنا الله عليه لأننا بذلنا الوسع في الوصول للحق وأعملنا عقولنا التي خلقها الله لنا ولم نسلمها لأحد...

اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه وأرنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه، واجعل سعينا اليك خالصا لوجهك ونقى أعمالنا واقوالنا من الرياء والعجب والسمعه واجعلها خالصة لوجهك الكريم...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق