السبت، 27 أبريل 2013

الخيارات الخمسة والسيناريوهات المحتمله لعلاقة الحزب بالجماعة.... محمد شمس الدين


المشروع السياسي لجماعة الإخوان والأداة الحزبية 
لقد كانت هذه الورقة في مؤتمر شباب الإخوان الأول (مارس 2011) رؤية من الداخل وقد أعلنت الجماعة نيتها تأسيس حزب سياسي. وكانت الورقة إسهام في تنضيج الرؤية. 

الخيارات الخمسة:
1-     وجود الحزب والجماعة وأن يكون الحزب تابعا للجماعة.
2-     وجود الحزب دون جماعة (أن تتحول الجماعة لحزب).
3-     وجود الحزب والجماعة وأن يكون الحزب مستقلا ويسمح بتشكيل أحزاب أخرى.  
4-     وجود الجماعه فقط دون وجود أي حزب. 
5-     عدم وجود الحزب وعدم وجود الجماعه وإنهاء حالة التنظيم. 
نحن أمام هذه الخيارات الخمسة من تواجد الحزب والجماعه والعلاقة بين الكيانين. ولكل إختيار مآلات، ولكل مآل تكلفة، ولكل تكلفة خطة، يجب أن يمر بها الكيان من أجل أن يحقق أفضل نتيجة ويتغاضى تعاظم التكلفة. 

الإختيار الأول
وجود الحزب والجماعة ويكون الحزب تابعا للجماعه والجماعه هي التي أسست الحزب وتديره عمليا. والحزب تابع للجماعة. 
الآثار المترتبة :
1-      التداخل في القرارات وضعف التخصص.
2-      القدرة على التحكم في الحزب واختياراته.
3-      التقيد بمحددات الجماعه وثوابتها وخياراتها بما يضيق المجال أمام المحددات السياسية.
4-      التأثير على الخطاب الدعوي لأن هناك دافع مصلحي من وجهة النظر المجتمعيه بما يحدث تردي إما في الدعوة أو في السياسه (كما كانت الحالة السابقه).
5-      سيضع الجماعه سياسيا في منافسه صعبه لأن الجماعه تدير عشرة ملفات مثلاوهناك حزب ليس لديه شاغل غير السياسه
6-      سيجعل هناك فوضى في التعامل مع ما هو دين وإقحام الدين في قضايا سياسية بمايجعل هناك مضرة كبيرة على الدين خاصه في ظل اتجاهات اسلامية متعدده
7- سيربك الجماعه ويجعلها قيد التفاهمات والتحركاتالسياسية على الأرض بما يجعل من المحتمل فقدان مصداقيتها في الشارع لأنه يستمإحراجها في لحظات حرجه كثيرة


الإختيار الثاني
أن تتحول الجماعة إلى حزب سياسي وينتهي التنظيم. وهو إختيار تم نقاشه في التسعينات وكان الأستاذ مأمون الهضيبي يتبنى أن تتحول الجماعه لحزب سياسي. 
الآثار المترتبة: 
1-     فقد الزخم الغير مهتم بالممارسه السياسية.
2-     عدم تقبل المجتمع للفكرة وإساءة الظن بالإخوان.
3-      السعي الجاد نحو قيادة الدولة لما تحمله الإخوان من أهلية ووطنية أكثر من غيرهم. 
 وكان هذا الطرح يجعل قيادة الدولة برئاسة وقيادة الإخوان مناقضة لفكرة وجود الجماعه وهذا له تفصيلات نذكرها في أوراق أخرى. 

الإختيار الثالث 
وهو وجود الجماعه وتاسيس حزب يكون مستقلا تماما إداريا وماليا وفي القرار وفي قيادته العليا.  
1-      عدم القدرة على التحكم في قرارات الحزب وهي ميزة الإستقلاليه.
2-      إحتمالات الإنشقاق واردة حال التباين الكبير في الآراء.
3-      الممارسه السياسية القائمه على الرؤيه المصلحيه سياسيا بما يسع الحزب أكثرمما يسع الجماعه.
الجماعه مسئولة عن خيارات وممارسات الحزب حتى وإنلم تكن متدخله في شئونه لأنه يعبر عن فكر الإخوان. 

الإختيار الرابع 
وهو أن الجماعة لا تؤسس حزبا وتمارس الدور السياسي بعيدا عن الشكل الحزبي ولا تمنع أفرادها من تاسيس أو الإنضمام لأحزاب. 
1-     الإستقلالية التامه.
2-     التنسيق عن طريق الأهداف والمصالح وتحقيق مكتسبات الجماعه.
3-     الممارسة السياسية من خلال الفكر والآداب والدعم.
4-     الحزب مهدد بالفشل حال خروجه عن النسق العام للجماعه.
5-     القدرة على التنسيق مع الأحزاب المتقاربة.
6-      تفرغ الجماعه للدور الدعوي والمجتمعي والضاغط على الحكم.  
 وهو دور اقرب للإيباك في أمريكا أو جماعة جولن في تركيا، وهو أن تكون الجماعه رافعه إجتماعية وتمارس دورا سياسيا لا حزبيا في الضغط في القضايا الوطنية وغيرها من الأعمال السياسية. 

الإختيار الأخير
وهو التفجير المخطط، ألا تكون هناك جماعة وألا تنشئ حزبا، وهو حالة تذويب التنظيم في سبيل إقامة دولة قوية وطنية متحرره. 
1-     تداخل الإخوان في جميع المؤسسات الحيوية في البلادكأفراد بما يجعل فكر الإخوان أشد أنتشارا
2-      ذوبان الإخوان في المجتمع والتحول لتيار عام ويتم تاسيس التكوين الفكري على ارضية تنظيمية جديدة 
هذا الخيار قائم على فكرة تصفير الأوضاع الماضية، بما يجعل كل المختلفين معك والمعارضين لفكرك لا يعرفون كيفية المنهجية التي ستتبناها واين ومتى، وهو دور يتخذ بعد الأحداث الكبرى وله أدواته. 

  النماذج الخمسه السابقة تمثل الخطوط الحدية للجماعه والحزب، والتي ستنعكس آثارة على التربية والإدارة والتنظير والتنسيق والمعاملة، ولكن في الواقع هذه النماذج يمكن أن يصنع منها مئات بل آلاف النماذج بالتباديل، وتخفيف وتعميق الإختيارات، فربما يختار أحد الناس تحويل أجزاء معينه من الجماعه لمؤسسات والإبقاء على التنظيم في مساحات أخرى، وربما يختار أحد الناس تطبيق النموذجين الأول والثالث عن طريق بقاء الجماعه وانشاء حزب والتسامح في انشاء حزب آخر مستقل عن الجماعه وربما من أبناءها الراغبين في الممارسة الحزبية الحرة الغيرمقيدة بقيود التنظيم....  

كانت هذه أهم فكرة طرحتها في ورقتي بالمؤتمر أردت إعادة نشرها ليستفاد من بعض تفاصيلها وإن كان قد مر الوقت وتاكدت بعض الآثار والملآلات واختلفت بعض الظنون..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق