الاثنين، 8 أبريل 2013

هل يقرأها الرئيس مرسي ؟ | بقلم : مصطفى كمشيش


كم قرأت من مقالات تحت عنوان: (خطاب إلى الرئيس مرسى)، تحمل من الأفكار والرؤى المعتبرة, وكثيرا ما تساءلت: هل يقرأها الرئيس؟ ولعلى أكتب له اليوم رسالة له إعذارًا إلى الله أولاً, ثم للبلاغ ثانيًا.. 

السيد الرئيس محمد مرسى:
لم أتردد فى التصويت لك، شأنى كشأن 7 ملايين من المصريين صوتوا لك فى الجولة الثانية من انتخابات الرئاسة, وهم أكثر من المصوتين لك فى الجولة الأولى ممن كنت خيارهم الأول.

تمنى هؤلاء أن تعبر بهم وبالثورة المصرية إلى مرحلة تحقيق الأهداف, وانتظروا خطة (المائة يوم) وطال الانتظار, وبدت بعض العثرات, ومن ثم التبريرات..

نعلم أن بمصر (كما قلت) ثورة مضادة, ونعلم (كما قلت) أن ثمة مؤامرة ضدك, لكننا نعلم أيضا أنك ما أقدمت على تولى المسئولية وأنت تجهل ذلك، وأنه (من المفترض) أنك قد أعددت خطة تشق بها الطريق..

  • هل كان وضع مراكز القوى المختلفة فى مصر خافيًا عليك؟
  • هل بدت مواقف بعض دول الإقليم مفاجئة لك؟
  • هل عداء الصهاينة والأمريكان جديد عليك؟

سيدى الرئيس:
كثيرون من المصريين يريدون نجاح تجربة التحول الديمقراطى فى مصر والتداول السلمى للسلطة ..وقد يقف بجانبك بعض المصريين سعيًا لتحقيق ذلك، وإن لم يرضوا عن كثير من سياساتك وقراراتك ..لكنهم ليسوا كأنصارك.. فهم لن يقفوا معك طويلاً.. وبعضهم انفض عنك بالفعل..

لذلك أنت بحاجة ماسة لإزالة الألغام من الطريق والاستماع إلى التحذيرات التى أحسبها مخلصة.. لأن هناك فارقا أضخم وفرزا مهما بين منتقديك من الثورة المضادة المدعومة من الخارج... وبين منتقديك من الوطنيين الشرفاء المحبين لوطنهم والراغبين فى نهضته وتقدمه وريادته، ولكن لديهم رؤى أخرى .. هذا الفرز فى غاية الأهمية، وأظن أنك تدركه وتصرح به .. لكنه (للأسف) لم يتم ترجمته فى مواقف وقرارات... لقد بدا لديك أن كل منتقديك حزمة واحدة (وإن لم تُصرح بذلك).. لقد كانت بعض القرارات والمواقف منك كفيلة بأن تكشف لك الوطنى من الانتهازى.. وبين من يعارضك بموضوعية ومن يعارضك للإطاحة بك (وإن أحسنت)..

إن القضايا الخلافية بينك وبين القوى الوطنية الشريفة من السهل حلها (إن خلصت النوايا) ومسئولية الحاكم أمام ربه ثم أمام الناس أكبر من غيره .. إنها قضايا يمكن مناقشتها بهدوء دون شيطنة لأحد.. فإن فكرت أن مجلس القضاء الأعلى (مُسيس) وقد لا يأتى بنائب عام جيد ... فماذا تفعل حين يأتى مجلس القضاء الأعلى بالنائب العام القادم؟ 

لا يمكن لأحد أن يعتقد أنه وحده الذى يعرف صالح الناس, ولا يمكن لأحد أن يشيطن بقية الناس؟ وهب أن مجلس القضاء الأعلى قد أتى بنائب عام (أقل كفاءة من المستشار طلعت إبراهيم)، أليسوا هم المسئولون أمام الله ثم أمام الناس عن اختيارهم فى ظل قاعدة الفصل بين السلطات؟

ثم هب يا سيدى الرئيس أن المستشار طلعت إبراهيم قد أحال إلى المحاكم كل قضايا الفساد والظلم والاستبداد، هل يمكن تجاهل أنك من اخترته وعينته؟ كيف يؤمن الناس بحياده (حتى ولو كان أشرف الناس)؟

أليس لصالحك يا سيدى الرئيس (ولصالح الوطن) أن تُحال القضايا من نائب عام لم يختره رئيس الدولة فتقطع الطريق أمام أى تشهير به أو اتهام له؟

أما حكومة قنديل فهى حكومة انتقدها كثير من المصريين بما فيها حزب الحرية والعدالة ..فلماذا الإصرار عليها، وهى حتما سترحل خلال شهور.. فهل حققت الحكومة الأهداف؟ أو هل استطاعت إزالة المعوقات التى تحول دون تحقيق الأهداف؟

لقد جئت سيدى الرئيس حاكمًا لمصر مدعوما بتأييد 13 مليون مصري, وكانت تلك لحظة تاريخية كان يمكن استثمارها, واستطعت أن تدخل ميدان التحرير فاتحًا صدرك وسط ملايين المصريين فدخلت قلوبهم, وأحسب أنك قد تتردد الآن فى دخول ميدان التحرير مرة أخرى, بل وأحسب أنك قد تتردد فى أداء صلاة الجمعة بين الناس، كما بدأت فى أيام حكمك الأولى..

يا سيدي, إن المؤامرة والثورة المضادة والقوى الكارهة لمصر وتقدمها، تحتاج جميعها لمواجهتها توفيقا من الله أولاً، ثم تحصنا وتمترسا بأغلبية الشعب..

إنك يا سيدى تعلم أكثر منا أنه فى وقت الأزمات والأخطار يسعى أولى الألباب إلى لم الشمل وتوحيد الصفوف والتجاوز عن الخلافات, فكما تعلم أن شيخ الإسلام ابن تيمية (وهو أشهر من حارب البدع والمبتدعة)، قد خرج لمواجهة التتار مع أصحاب البدع حين تكالب أعداء الأمة عليها إدراكا منه لمتطلبات تلك اللحظة, وقال: هذا وقت تتوحد فيه الأمة..

... إن استجابة الحاكم لشعبه ترفع من قدره ولا تنتقص من قيمته.. أقولها لك بكل هدوء.. وبكل احترام..

---------------------------
المصدر | بوابة المصريون

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق