الثلاثاء، 9 أبريل 2013

عن الانتخابات المبكرة... محمد عريضة

كثر الجدل حول الدعوة لانتخابات رئاسية مبكرة،
  • فهناك من يدعوا اليها بعد نجاح الدكتور مرسي لأنه غير مقتنع به رئيسا، ولا يريد ان يعترف به، وقد يكون معظمهم من الفلول وكارهي وصول أحد من التيار الاسلامي لمنصب الرئاسة...
  • وهناك من يراها اجراءا ديمقراطيا لا حرج عليه وليست بدعا في الدول الديمقراطية وتستخدم عند الوصول لطريق مسدود في إدارة الأزمات بالبلاد وعدم قدرة الرئيس على الحل..
  • وهناك من من يراها خطرا على عملية التحول الديمقراطي من حيث استقرار عملية التحول وتثبيت الاجراءات وبناء المؤسسات...
وفي رأيي الشخصي أنه يمكن تحمل سوء الادارة والفشل في بعض الملفات الاقتصادية او التنموية، ولكن إذا تهدد الأمن القومي المصري وتهدد السلام الاجتماعي للدولة وبدا لنا شبح انقسام المجتمع رأسيا (دينيا أو عرقيا أو.....) وفي نفس الوقت نجد الرئيس عاجز عن وقف هذا الأمر ولم شمل الفرقاء (سياسيا أواجتماعيا) رغم النصائح المتكررة والملحة من المخلصين والذين أيدوه في جولة الإعادة... هذا الأمر أراه لايمكن تحمله سنة -فضلا عن 4 سنوات مدة رئاسته- والذي يمكن خلالها ان تتكرس اوضاعا يصعب حلها وتكلف الوطن الكثير...

أرى أنه في هذا الوقت على الرئيس -انطلاقا من مسؤوليتة الوطنية- أن يتقدم هو بهذا الاقتراح (الانتخابات الرئاسية المبكرة) انقاذا للوطن، وابراءا لذمته أمام الشعب والتاريخ. فمن يرى بوادر الانقسام الاجتماعي -وليس السياسي فقط- ولا يتحرك لوقف هذا الأمر فهو خائن لهذا الوطن، ومفرط في أحد أهم وأكبر مصادر قوتنا في مصر هو تجانس شعبها وتآلفه ووحدته...

هناك ملفات قد نتفهم فيها الفشل او الارتباك في الأداء، ولكن هناك ملفات لن نسمح فيها بغير النجاح، ومنها الأمن القومي والوحدة الوطنية والسلام الاجتماعي...

فلا شك ان الدكتور مرسي وإدارته قد حققا بعض النجاحات الجزئية في وزارة التموين والاداء المتحسن لبعض المحافظين (القليلين للأسف) وبعض القضايا الخارجية (وان لم يكن على المستوى المأمول لمصر الثورة)... ولكن ملف "الاصطفاف الوطني" و "لم الشمل" على القضايا الكلية الكبرى للوطن، كان الأداء -للأسف الشديد- سيئا ونتائج هذا الفشل قد تكون كارثية على الوطن في المستقبل القريب وليس البعيد، ان لم يتنبه الرئيس والعقلاء في إدارته ويعملوا على علاج هذا الملف بشكل سريع وعميق.

لاشك أن هناك مؤامرات تحاك لمصر من الداخل والخارج، ولكن الأداء السيئ للرئاسة والاخوان يساهم في نجاحها. فوجود المؤامرات متوقع ومفهوم، وهو أدعى وألزم لحشد الصف الوطني ونكون يدا واحدة ونكون احرص على لم الشمل على الحد الأدنى للتوافق الوطني، وليس لتعليق فشل وسوء الأداء عليها. ولن يستطيع أى فصيل مهما كانت قوته وخبرته ورصيده الشعبي أن يواجه المؤامرة وحده، أو يقوم بجهد التنمية وحده...

إن تفسير الأداء السيئ والفشل في بعض الملفات بوجود المؤامرات ماهى إلا شماعة لتبرير الفشل وهى غير مقبولة من الكثيرين خصوصا الشباب الذي أصبح له ثقافة مختلفة (البعض لم يدركها الى الآن) وأصبحت الشفافية -بجوار العدالة والمساواة والمؤسسية- أحد أهم أسس التعاقد بين الحاكم والمحكوم وليس التبرير على شماعات اخرى.. 

لاأشك في وطنية الدكتور مرسي والاخوان وحرصهم على نهضة مصر وتقدمها وأنهم مستعدون لبذل الغالي والنفيس -وبالفعل بذلوا سابقا- في سبيل رفعة هذا الوطن، ولكن النوايا الصالحة وحدها لا تكفى لصلاح ونجاح العمل فلابد مع النية الصالحة أن يكون صوابا موافقا لسنن الله الكونية... 

نحذر الآن -وهناك فرصة للعلاج- قبل فوات الأوان.... لم الشمل والاصطفاف أولوية أولي ياريس... أرجوك انتبه لهذا قبل ان تبوء بإثم تفريق وتقسيم المجتمع...

اللهم قد بلغت... اللهم فاشهد...
فانتبهوا يا أولى الأبصار..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق