الجمعة، 3 ديسمبر 2010

ستة طرقٍ مضمونة لتخريب لقاءات عصف الأفكار

احذروها!
6 طرقٍ مضمونة لتخريب لقاءات عصف الأفكار

بول سلون
عصف الأفكار أو العصف الذهني brainstorming (أو دوش الأفكار كما يسمّيه بعضهم) أكثر ممارسات الإبداع شهرةً في عالم الشركات. إنّها عمليةٌ سريعة سهلة ومثمرة!
لكنّ كثيراً من المنظّمات تتململ وتبتعد عن هذه الممارسة قائلةً: إنّها موضة قديمة مرهقة وهزيلة الجدوى!..
معذرةً يا سادة: عصف الأفكار ليس متعباً ولا هزيل الجدوى، بل ممارستكم له هي التي ينقصها ما ينقصها من الإعداد والمتابعة حتى تكون سلسةً مثمرة. وفي الحقيقة، تبقى جلسة عصف الأفكار المنفّذة كما ينبغي، تبقى من أكثر التجارب إمتاعاً وتحريكاً للحيوية في العقول والنفوس.
هل تقترفون أيّاً من الخطوات المدمّرة التالية؟ إن كنتم تفعلون فلا عجب أنّكم لا تستمتعون بعصف الأفكار ولا تنتفعون!
1- لا يعرف الحاضرون لماذا يفكّرون؟ ولا ضمن أيّ فضاء؟!
إنّ جلسة العصف الذهنيّ المعقودة من أجل غاية غامضة أو متقلّبة لن تكون إلاّ جلسةً لتضييع الحاضرين وتبديد الطاقة أو التعجيز.
المراد من العصف الذهني هو توليدُ فيضٍ منطلقٍ من الأفكار الإبداعية من أجل تحقيق هدفٍ معيّن. ولتحقيق أفضل النتائج ينبغي أن يعبّر عن هذا الهدف بسؤال واضح محدّد الأبعاد.
وهكذا فإن السؤال: كيف يمكننا أن نضاعف مبيعاتنا في غضون السنة القادمة خيرٌ من السؤال: كيف نحسّن أوضاعنا؟ من ناحيةٍ أخرى ينبغي الانتباه إلى أنّ المبالغة في تفصيل السؤال وترسيم الحدود قد تعرقل انطلاق الأفكار وتشجّع اكتفاءها بالبحث في نطاقٍ ضيّق لا داعي للالتزام به فعلاً. أيّ فضاءٍ يبقى للعصف الذهني إن جمعنا الناس وقلنا لهم: كيف يمكننا مضاعفة مبيعاتنا عبر القنوات الحالية وباستخدام مجموعة المنتجات الحاضرة؟
وضمن الحديث عن تحديد الهدف تنبغي الإشارة إلى فائدة التحفيز الكبيرة المحتملة في تحديد عددٍ معيّن مستهدفٍ من الأفكار ضمن مدةٍ زمنية محدّدة. مثلاً: "نسعى لتوليد ثلاثين فكرةً خلال الدقائق العشرين التالية. وبعدئذٍ سنغربلها لنعثر على أفضل أربعٍ أو خمس منها.
2- تحتاجون كثيراً من العقول المتنوّعة لا المنسوخة!
إيّاكم والمجموعة المتجانسة!إن أتى كلّ الحاضرين من قسم واحد فإنّ ابتكارية المجموعة قد لا تجد وقودها وعناصرها الملائمة، وقد يسقط المشاركون المتجانسون في فخ "التفكير الجمعيّ".
ويتراوح عدد المشاركين الأمثل بين ستة واثني عشر. العدد القليل جداً لن يوفّر الإسهامات المتنوّعة المطلوبة، والعدد الكبير جداً سيولّد صعوبةً في السيطرة والمحافظة على التزام الجميع.
اغنِ ونشّط المجموعة بإدخال بعض العناصر من مجالاتٍ بعيدة ضمن الشركة أو حتّى من خارج الشركة ومجال العمل كلّه، فهؤلاء يستطيعون رؤية المسألة من إطلالات مختلفة ويمكنهم الإقدام على طرح أفكارٍ غريبة قد لا تخطر ببال غيرهم.
اختر عناصر مجموعة عصف الأفكار بعناية كما يختار الكيميائي عناصره لتوليد أنشط تفاعل وأغنى حصيلة
المزيج المتنوّع يعطي في العادة نتائج أفضل: اجمع أعماراً مختلفة، نساءً ورجالاً، مخضرمين ومبتدئين..
3- دماغ البشر لا ينقصه حواجز!
لا تدعوا المدير الديكتاتوريّ يشرف على الجلسة..

إيّاكم أن تتركوا الفريق في جلسة العصف مع مديرهم الديكتاتور! إنّ حضور مثل هذا المدير سيثبّط تدفق الأفكار أو يقيّد اتجاهها. وإن كان المدير حاضراً فمن الأفضل أن يتولّى الإشراف على اللقاء ميسّر مستقلّ قادر على تشجيع مساهمة كل فرد وعلى منع هيمنة أيّ فرد.
أسوأ تركيبة ممكنة لجلسة عصف الأفكار هي: مدير القسم يقود اجتماعاً يضمّ عناصر تابعين له، يمسك في يدٍ قلماً لتدوين الأفكار وفي اليد الأخرى مقص رقيب لقطع ما لا يرضى عنه!
4- كي تجهض الأفكار باكراً انقدها باكراً!
أهم قاعدةٍ في عصف الأفكار هي: تأجيل الحكم.

لتشجيع تدفّق ثروةٍ من الأفكار الجديدة الجريئة يجب أن يركّز كل الحاضرين على اجتناب أيّ انتقاد أو نزعةٍ سلبية أو إطلاقٍ للأحكام تجاه أيّ فكرة من الأفكار. وأيّ فكرةٍ تُطرح –مهما بدت غبيةً- يجب أن تسجّل كتابةً.
إنّ قاعدة تأجيل النقد وإصدار الأحكام مهمّةٌ جداً في مرحلة توليد الأفكار إلى درجةٍ تجعلها تستحق التطبيق الإجباريّ باستخدام كل الأساليب. ومن الطرق المضحكة والمؤثّرة المسدّس المائيّ. كلّ من يضبطه ميسّر الجلسة متلبّساً بجرم انتقاد الفكرة الوليدة يتلقّى رشّة ماء تنعش ذاكرته وتعيده إلى صوابه!
5- في عصف الأفكار القناعةُ عجز وليست كنزاً..
كن طمّاعاً ولا ترض بالقليل من الأفكار!
لا تتوقّف عند حفنةِ أفكار تبدو وافيةً بالغرض ثمّ تبدأ بالتحليل. إنّ كمّية الأفكار الوفيرة مؤشّر مهمّ على جودة وجدوى جلسة عصف الأفكار.عصف الأفكار هو أحد النشاطات البشرية القليلة التي يمرّ فيها التحسّن النوعيّ عبر قنطرة الوفرة الكمّية.
أكداس الأفكار المجنونة غير القابلة للتطبيق هي الوقودُ ومادّة التحريض والبناء اللازمة لتوليد وصقل حفنة الأفكار العمليّة القيّمة. رحّب بتلك الأفكار وتذكّر أنّ عليك تقبيل عشرات أو حتّى مئات الضفادع البشعة حتّى تجدَ أميراً وسيماً واحداً!
6- من يحب العناية بشجرٍ لا ظلّ له ولا ثمر؟!
اقطفوا أفكاركم.. افرزوها وتذوّقوا أفضلها!

لا تنهِ الاجتماع بعد توليد الأفكار بوعدِ متابعةٍ غائم. إن لم ير الناس نتائج حقيقيّة للقائهم وعصف أفكارهم فسيمتلؤون إحباطاً وضجراً من الاجتماع ويفقدون إيمانهم بقيمة وأهمية ما يفعلون.
بعد الانتهاء من تجميع الأفكار ينبغي أن تسارع في الاجتماع نفسه إلى النظر فيها وتحليلها.
من الطرق الجيدة في ذلك تقسيمُ مجموعة الأفكار إلى ثلاث زمر: زمرة الأفكار الواعدة، زمرة الأفكار المثيرة للاهتمام، وزمرة الأفكار غير المجدية.
وإن وجدت من بين الأفكار الواعدة فكرةً بيّنة المعالم واضحة الجدوى وضوح الشمس فعليك أن تبادر فوراً إلى تنفيذها وتبدأ بتوزيع مسؤوليات تطبيقها على الفور أمام الحاضرين!
ركّبوا أفكاراً جديدة من الأفكار المقترحة
لا تكتفوا بعصير أفكاركم.. استمتعوا بالكوكتيل!

-
 ضع تصنيفاً معيناً للأفكار الواعدة والمثيرة للاهتمام (زمرة أفكار التسويق، وزمرة أفكار البيع، مثلاً)- دوّن الأفكار التابعة لكل زمرة على لوحة مستقلّة (لوحة لأفكار التسويق، ولوحة لأفكار البيع)- بعد تصنيف الأفكار وترتيبها وعرضها أمام المجتمعين عرضاً واضحاً يمكنكم المضيّ في اختراع أفكارٍ جديدة ناجمة عن الجمع بين الأفكار المختلفة في اللوحات المتعدّدة.
إنّ عمليةَ فرز الأفكار والتطعيم والجمع بينها ستفتح أذهانكم على مشاهدة تركيباتٍ واحتمالاتٍ جديدة لم تكن لتخطر على البال.

ديمقراطية سريعة لانتخاب الأفكاروإن كان الزمن المتاح ضاغطاً، أو كانت نوعية وأهمية المسألة لا تحتاج مزيداً من الإغناء فبإمكانك استخدام هذه الطريقة السريعة في تقييم الأفكار واختيار أفضلها:- اعطِ كلّاً من الحاضرين خمس نقاط تصويت. وبعدئذٍ اطلب من كلٍ منهم تقييم الأفكار المدوّنة على اللوائح ومنحها النقاط بناءً على تقييمه. يمكنه أن يمنح النقاط الخمس لفكرةٍ واحدة أو أن يوزّعها كيفما يشاء على أفكارٍ عدّة.- بعد انتهاء عمليّة التصويت، تُحصى النقاط التي نالتها كلّ فكرة وبناءً عليها تُختار الفكرة الأفضل الجديرة بالمتابعة والتطبيق.
اختتم الاجتماع بشكر الجميع على مساهمتهم. اذكر واحدةٍ أو اثنتين من ألمع أو أفضل أو أطرف الأفكار. وتناول سبل تطبيق بعض الأفكار الجيّدة مهما كانت المسائل التي تتناولها صغيرة.
إنّ البشر يستمتعون حقاً بجلسات العصف الذهني السريعة، الحيوية، والمثمرة. وباجتماع هذه العناصر لا يمكن للمرء إلاّ أن يلمس الدور الكبير لعصف الأفكار في تحفيز الناس، وزيادة الكفاءة، وتحريك الابتكار.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق